ولد اسويدات.. من مغاضب سابق إلى موسم يكرّس الانقسام في ألاك

الوسط الموريتاني_  يعيش المشهد السياسي في مقاطعة ألاك على وقع عودة الوزير **محمد ولد اسويدات** إلى الواجهة، عبر موسم جديد وُصف من طرف كثيرين بأنه مجرد استعراض سياسي أجوف. غير أن دلالات هذه العودة أعمق من مجرد مهرجان؛ فهي تكشف مسار مغاضبة بدأ منذ أن كان الرجل وزيراً في الحكومة، يوم دخل في مواجهة معلنة مع النظام، وكان من المفترض أن يُقصى نهائياً من المشهد السياسي، وهو ما لم يحدث.

اليوم، وبعد أن استعاد موقعه داخل السلطة، لم يتجه ولد اسويدات إلى لعب دور جامع أو العمل على تجاوز الانقسامات، بل عمد إلى حشد موارد ضخمة وتسخيرها لترسيخ الشرخ السياسي والاجتماعي داخل المقاطعة. وهكذا تحوّل الموسم الذي أراده مناسبة لإبراز قوته، إلى مرآة عاكسة لمستوى الرفض الذي قوبلت به عودته من طرف **فرقاء المقاطعة وعناوينها السياسية وشخصياتها المرجعية**، الذين رأوا في خطوته تهديداً مباشراً لوحدة الصف المحلي، وتكريساً لمنطق الانقسام الذي أنهك المنطقة منذ سنوات.

المفارقة أن الموارد التي أُنفقت في الاستعراض كان الأولى أن تُوجَّه إلى أولويات الساكنة: ترميم المراكز الصحية، تحسين البنية التحتية، تطوير التعليم، أو دعم الفئات الضعيفة. لكن ما حدث هو العكس: استثمار المال والنفوذ في شراء الولاءات وتغذية الشحن السياسي، في وقت يعيش فيه المواطن أبسط أشكال المعاناة اليومية.

لقد كشف الموسم أن ولد اسويدات لم يعد بالنسبة لكثيرين "واجهة جامعة"، بل أصبح عنواناً لرهان سياسي ضيق، يقوم على الاستعراض بدل الإصلاح، وعلى تكريس الشرخ بدل تجسير الهوة. وما أراده استعراض قوة، بدا في نظر أبناء المقاطعة سقوطاً مدوياً في فخ الانقسام.