في مشهد يمزج بين الوجدان والوقار، حطّ الرحال في ألاك عدد من كبار المسؤولين ووفود المعزين من مختلف الجهات، لتقديم واجب العزاء في وفاة الفقيد الفقيه عبد المالك، الأمين العام لبلدية ألاك، الذي ترك في مساره أثرًا باقٍ بين من عرفوه، بسبب أخلاقه العالية وكرمه المتفرد.
نقل حاكم مقاطعة ألاك باسم الوالي، وباسم **رئيس الجمهورية**، عزاء الأسرة المفجوعة، مؤكدًا في كلمته أن الفقيد كان رمزًا من رموز العمل الجاد والنزاهة، وأن فقده يمثل خسارة ليس لعائلته فحسب، بل للمجتمع بأسره. وقد جاء في بيان التعزية تأكيد على أن الراحل ترك بصمة في مسيرة التنمية المحلية من خلال تفانيه في خدمة المواطنين، وحرصه على التوازن بين الواجب والإنسانية.

كما كان لوزير الوظيفة العمومية حضور مهيب، إذ حطّ الرحال هو الآخر في المكان ليُعبر عن تضامنه وتعازيه، مسلطًا الضوء على الجانب المهني للفقيه عبد المالك، الذي كانت لديه قدرة نادرة على التوسط وربط الأواصر بين المؤسسات، ما جعله محل تقدير من زملائه وأطياف مختلفة داخل الإدارة العمومية.
ولم تقتصر دائرة المعزين على المسؤولين الرسميين، بل جاءت وفود متعددة من مختلف الجهات والفئات، تحمل في نبراتها مشاعر صادقة، وتشيد بأخلاق الفقيد وطيب معشره. وقد عبّر عدد من المعزين عن وقوفهم إلى جانب الأسرة، مشيرين إلى أن ما ميز الفقيد كان تواضعه رغم مكانته، وطرقه المفتوحة للناس من كل طبقات المجتمع.
وفي طليعة المستقبلين، كان القاضي الأديب الأريب شكرود ولد محمدو، الذي تلقى المعزين بابتسامة رصينة ووقار، ثم ردّ على التعازي بتحية أجمل، مجسّدًا بذلك قيمة التراحم والتكافل التي تجمع بين الناس وقت الفقد. وقد لفت ردّه الإيجابي الأنظار، إذ لم يكن مجرد شكر بل كان تأكيدًا على أن الروح التي جسّدها الفقيد لن تنطفئ بسهولة، وأن استمرار المسيرة بالجود والإكرام هو أفضل رد على الغياب.
من جهتها، عبّرت أسرته وأقرباؤه عن امتنانه لتدفق المواساة، مؤكدين أن ما شهدوه من حضور وتثمين يوازي حجم ما بذله الفقيد من جهد في حياته. وأشار أحد أفراد الأسرة إلى أنّ “الرحمة لا تُوزن بوزن الكلمات، لكن ما جاء من قبل الجميع كان مرآة لروح الفقيد، التي عاشت في خدمة الناس دون انتظار مقابل”.
وقد رأى عدد من الحضور أن ما يميّز هذه الوقفة هو أنها لم تكن مجرد واجب اجتماعي، بل كانت احتفاءً بشخصية صنعت تفاهمًا ونشرت قيمة الاحترام المتبادل، وهو ما وصفه أحد المعزين بأنه “تشييع معنوي قبل أن يكون عزاءً، لأن الناس يودعون ليس الجسد فحسب، بل نموذجًا في السلوك”.
اختتمت المراسم بالدعاء للفقيد بالرحمة والمغفرة، وبتأكيد على مواصلة العمل في الأفق الذي كان يؤمن به، وهو أفق يربط بين المسؤولية والإنسان، بين النظام والرفق، ليبقى أثره منارة تضيء طريق من بعده.