في مشهد علمي حافل بالمهابة والفرح، أنصتت قاعة المؤتمرات بجامعة الحسن سك العمومية، صباح اليوم، لصوت من طراز نضالي تحليلي، حيث ناقش الدكتور **سيدي عبد المالك** أطروحته المتميزة لنيل شهادة الدكتوراه في تخصص المالية تحت عنوان:
**"الشمول المالي والاجتماعي لمؤسسات التمويل الأصغر: السياق المالي والتأثير على الأنشطة المدرة للدخل بموريتانيا"**
*INCLUSION FINANCIÈRE ET SOCIALE DES AGR : CONTEXTE FINANCIER ET IMPACT SUR LES ACTIVITÉS GÉNÉRATRICES DE REVENU EN MAURITANIE*
أطروحة تنبض بالحياة، وتشخّص واقعاً اقتصادياً واجتماعياً صعباً، لتطرح حلاً عملياً وقابلاً للتطبيق... إنها ليست فقط مجهوداً أكاديمياً، بل صرخة علمية لفك القيود عن الفئات المهمّشة عبر أدوات الشمول المالي.
الدكتور سيدي، الذي خبر ميادين المحاسبة والتدقيق المالي والتقييم المؤسساتي، رسم خارطة طريق متكاملة، مزج فيها بين قوة التحليل الإحصائي (ANOVA والانحدار اللوجستي) وحسّ المساءلة المجتمعية.
وقد أثنت اللجنة الموقرة، المكوّنة من قامات علمية من السنغال وموريتانيا، على الأطروحة وعمقها، مانحة إياها ميزة "مشرف جداً"، تقديراً للرصانة العلمية والنضج الأكاديمي الذي اتسمت به.
في عرضه، أكد الباحث أن اختيار هذا الموضوع لم يكن صدفة، بل بدافع وطني وإنساني لإحداث فرق حقيقي في حياة آلاف الموريتانيين الذين يكافحون في أنشطة مدرّة للدخل، دون وصول عادل للتمويل.
وبين مدرجات جامعة نواكشوط العصرية والمعهد العالي للمحاسبة، لا يمرّ اسم سيدي عبد المالك إلا مقروناً بالكفاءة والأخلاق والعمل الميداني. واليوم، يضيف الدكتور إلى رصيده العلمي محطة مشرقة، محمولة على أكتاف النضال والتحليل والتفاني.
هنيئاً للدكتوراه، لقد كسبت حاملاً من طراز نادر!
وهنيئاً لموريتانيا بكفاءاتها النزيهة، التي تناضل بالعلم من أجل التغيير