وكالة الوسط الموريتاني _ كتب الإعلامي الرياضي "حفيظ دراجي " تحت عنوان : دراجيات.. مسلسل "مبابي" لا ينتهي!
قبل بضعة أيام عن افتتاح نافذة الميركاتو الشتوي، وستة أشهر على نهاية عقد الدولي الفرنسي كيليان مبابي مع فريقه باريس سان جيرمان، تعددت التكهنات حول نهاية سيناريو مسلسل اللاعب الذي بدأ الصيف الماضي ويستأنف هذا الشتاء في جزئه الثاني تحت عنوان التمديد أو الرحيل، حيث يصبح بعد يناير حرًا، بإمكانه المغادرة دون مقابل يحصل عليه الفريق الباريسي الذي دفع من أجله ما يقارب 180 مليون يورو سنة 2017، ويريده أن يستمر معه لمواصلة مغامرة البحث عن دوري الأبطال، أو الرحيل بعد أسابيع بمقابل مالي، وهو الأمر المرتقب من طرف المتتبعين الذين اختلفوا بشأن الوجهة التي لم تعد ريال مدريد فقط، بعد دخول ليفربول والبايرن على الخط.
باريس سان جيرمان مستعد لبذل مجهود مالي إضافي لتجديد عقد لاعبه في شهر يناير المقبل لمدة موسمين إضافيين، حتى ولو اقتضى الأمر مضاعفة راتبه، ولا يمكنه انتظار نهاية الموسم للتفاوض معه مجددًا، خاصة وأن الريال يضغط من جهته على اللاعب بشكل مباشر وغير مباشر حتى يقنعه بالالتزام بعقده الساري إلى غاية الصيف المقبل دون التجديد، حتى يسهل التفاوض معه مباشرة دون المرور عبر ناديه، وتكون التكلفة أقل، وبالموازاة مع ذلك يستعد لتجهيز عرض سريع يواجه به عروضًا أخرى تصل اللاعب إذا قرر عدم التمديد والرحيل خلال الميركاتو الشتوي رغم أنه سيضيع فرصة تصدر قائمة الهدافين التاريخي للدوري الفرنسي بعد أن وصل الأسبوع الماضي إلى 179 هدفًا، إلا إذا عاد للعب فيه مستقبلًا.
ريال مدريد هو أكبر المهتمين بانتداب مبابي مستغلًا رغبة اللاعب في الالتحاق بالنادي الملكي «من زمان»، لكنه لا يريد التفاوض مع الفريق الباريسي، بل ينتظر من مبابي استكمال عقده إلى غاية نهاية الموسم حتى يتفاوض معه دون الحاجة إلى دفع مبلغ الصفقة لباريس سان جيرمان، ومع ذلك يستعد لتجهيز عرض قد يصل إلى 150 مليون يورو يدفعها مقابل توقيع عقده شهر يناير المقبل، خاصة وأن أندية أخرى كبيرة تستعد بدورها لتقديم عروض بمجرد أن يعلن مبابي رغبته في الرحيل، ما يفتح الباب أمام احتمالات كثيرة، تتوقف على جزئيات وتفاصيل صغيرة تصنع الفارق في تحديد الوجهة وتوقيتها، أو التمديد مع باريس الذي يبقى واردًا أيضًا..
ليفربول كشف منذ أيام عن نيته الدخول في مفاوضات لأجل التعاقد مع مبابي خاصة منذ رحيل فيرمينو وساديو مانيه، وتحسبًا لرحيل مرتقب للنجم المصري محمد صلاح الصيف القادم، ما يجعل استقدام الدولي الفرنسي حتمية ضرورية للفريق الإنجليزي الذي يسعى للعودة إلى مسابقة دوري الأبطال الأوروبية والعودة للمنافسة على بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز، رغم عملية التجديد التي يخوضها والتي تقتضي مزيدًا من الجهد والوقت والمال، وتقتضي التوقيع مع نجم كبير من حجم مبابي خاصة بعد أن وجد ميكانيزمات تمويل الصفقة مع الرعاة والمعلنين الذين ينفقون أكثر في فريق يضم أحد النجوم الحاليين المرشح للفوز بكل الجوائز الفردية خلال السنوات القادمة.
بايرن ميونيخ دخل مؤخرًا على الخط لمنافسة باريس ومدريد وليفربول، خاصة وأنه يتمتع بقوة اقتصادية ومالية كبيرة سمحت له بدفع 100 مليون يورو لأجل استقدام هاري كين، وتسمح له بدفع مبلغ مماثل وأكثر من أجل تحقيق صفقة القرن التي تسمح له بالعودة إلى الواجهة الأوروبية للمنافسة على لقب دوري الأبطال الذي يدر بدوره أموالًا تفوق بكثير ما ينفق على اللاعب الفرنسي في حالة استقدامه، إلا إذا ارتفعت القيمة إلى أكثر من 200 مليون بسبب المزايدات التي تخلفها المنافسة بين الأندية المهتمة، إلا إذا تمكن باريس سان جيرمان من إقناع لاعبه بالتمديد بدلًا من الرحيل الذي سيشكل خسارة فنية كبيرة للفريق.
مأمورية احتفاظ الباريسي بمبابي صعبة، لكن انتدابه من طرف الريال، أو ليفربول أو البايرن ستكون أصعب لأنها تتطلب مالًا كثيرًا، لأن الانضمام إلى أحدها لم يعد يفرق بالنسبة للاعب، حتى ولو كان يفضل الريال «من زمان».