ياحبي لغــزة وأسفي علي الأمّة

ابتداء أنبه إلي أنني لم أنتبه إلى مادة التعاطف بين غزة والأمة لتأكدي من اتحادهما فعطف الأمة علي غزة عطفٌ علي روحها .
لست بحاجة إلي التقديم لما يُعْلَمُ اليوم من أخبار غزة الأبية وما تتعرضُ له من دمارٍ و قتْلٍ أمام عالمٍ منافقٍ لا يزالُ يرفعُ راية الإنسانية وحقوق الإنسان وهما منه براءٌ.
ثم لا أري أن جَلْدَ الذ1ت مخلصا من الوحْلِ حيث هو لا يقدِمُ ولا يؤخرُ وقد علمتنا أحداث 1948 و67و73 أن ما أخذَ بالقوة لا يستردُ إلاّ بها (رحمة الله علي قائلها).
أهل غزة اليوم والأمس بل وفي كل حروبهم ينطلقون من هذا المبدإ ويعتمدون علي قدرات ذاتية يخنُقها حصارٌ أبديٌ ولا مبالاة من لدن الأقربين الذين مع تطور الأحداث لا ينظرون للقضية من منظور قومي بل يعدونها أمرا داخليا إذا لم يكن بلغ بهم الحسَدُ ترَجي القضاء علي حماس .
ومن إيجابيات المعركة وبحسب اللواء الدّوري أن تتفطن الجيوش العربية إلي أنهم في أية معركة مع العدو هم الفائزون تأسيسا علي فارق العدد والسلاح لديهم وما بيد كتائب القسام.
نأتي إلي الخلاف الفلسطيني الذي لا نجد له مسوغا غير كونه خدعةً ما فوقها خدعة لإلهاء الأمة في خلاف علي المجهول لا نفع فيه وبالتالي إنهاؤه أضحي مصلحة عاجلة لتسريع الانتصار.
وبالرجوع إلي مأساة غــزة لدي أسئلة وجيهة للجميع للقادة وللمفكرين وللإنسان العربي وللمسلمين أيضا :
السؤال واحد:هل تتابعون هذا التقتيل لأهلكم و الذي لا ينقطع ليلا أو نهارا يُموِتُ ويُرَملُ وتُقتلع أسرٌ بعينها ؟
السؤال إثنان:ما الفائدة وما هو ثمارُ فتحِ المعابر للإعانات إذا كان الفناء هو الموعود من خلال الطائرات الحربية والقصف الجوي والبحري ؟
السؤال ثلاثة: في كل مرة من خلال المال تشيدون ما تُدمِره الحرب من دون التفكير في بناء الملاذات
للحماية من الغارات المؤكد حصولها بعد كل خمْسِية أو عشرية علي الأبعد؟
إن إعادة البناء بعد الظفر يجب أن تكون من نوع جديد فإعادة بناء غزة البلدة الطاهرة يجب أن يُراعي هندسة خاصة مثل أن تكون التجارة فوق الأرض والمنام والعيشة الأخرى في باطنها علي عمق لا يقل عن مائة متر مع تحصينات خاصة جدا ومولدات أكسجين بأساليب تخضع لطرق علمية جديدة يجب التفكير في اكتشافها.
إن خلق الهُدَنِ استسلامٌ وتَذَللٌ حيث لا فائدة في إطفاء نارٍ معلوم أنها تستعر وتَتَّقِدُ بعد حين ,إذا لم يكن هذا هو السفه في التفكير فأين سيكون؟
والسؤال الرابع :هل نحيا كل يوم وكل ليلة وكأننا لا نحس بما يجري في أهلنا ,إن كنا كذلك فهي آفة وخذلان وعار إذ كيف لا نشعر بدفن أهلنا تحت الأبراج بواسطة الطيران الحربي الذي أعد في الأصل للحروب مع الدول لا مع الجماعات التي تنشد الحرية وتدافع عن العرض والأرض.
قد يفكر أصحاب المال فيما إذا وضعت الحرب أوزارها (مع أنها ليست بحرب لأنها ليست متكافئة)أن يقدموا هبات ويبنون مصحات ودورا لكنها حلول تتجاهل أن كل ما ِنشيِدُه في 2023مآله الدمار في 2027 علي الأبعد وإذا أين الفائدة معدومة.
ولنا في حديث الصادق المصدوق عبرة وتذكرة :نحن اليوم كثرٌ لكننا كغثاء السّيل –العيب ليس في القلة بل أنتم كثر وعدوكم قليل لكنه الوهن وتخيلُ أزلية الحياة!
والعجب كل العجب أن أمة بنصف مليار تلعنها سبعة ملايين كل خمسة أو عشرة سينين وكلما أمْعَنَ العدو في التنكيل قابلناه بالترشح للتطبيع فيا له من عار!
واليوم وبعد كل هذا فأهلكم لم يعودوا يحصلون علي ترابٍ لدفن الشهداء وأقترح أن تقوم كل دولة بتسيير رحلات لنقل الشهداء كي نستفيد من بركتهم وطهرهم وكي نُنَشِئ َالأجيال علي تاريخ بطولاتهم
فكل أرْضْ يدفن بها مُجاهدٌ ستنبت العز لا العشْبَ فجرّبوا واحصلوا علي البركة وربوا أولادكم علي حب الفضل وكره العارِ.
وأخيرا لا أجد كلاما لتمجيد أهلنا في فلسطين ويحسن الإمساك عنه لأنهم فوق كل مجد بل وفوق القمر.
أدام الله عافيته علي الجميع…

الأستاذ محمد يحيي ولد العبقري