قبل أن أكون موظفا أو عونا للسلطة التنفيذية :
ما أنا في الأصل بالحريص ولا المتمسك ولا بالداعم للحضور القبلي على حساب الدولة،ولا يخدمني شخصيا ولا محيطيا إلا وجود مؤسسات قانونية تتساوى أمامها الفرص،ويتفاضل لديها الأشخاص بناء على المؤهلات الشخصية لا العائلية أو القبلية،فما أغنت عني قبيلتي شيئا من الناحية التوظيفية،مع أني أعذرها ففاقد الشيء لا يعطيه،وكما يقال في المثل الحساني(إل ماه افليد ما تكلع العزة)
وعليه وقبل أن أكون معنيا إن كنت سأكون كذلك بالتحفظ الواجب على الموظفين وأعوان السلطة،والمتعلق بالتظاهرات والنقاشات ذات الطابع القبلي،فإنني سأغتنم الفرصة وأتخلص من عبء ما أحسست به بل وعشته من مرارة الحرمان والتهميش،لا لذنب اقترفته ولا لعدم مؤهلات لدي،وإنما لموقعي الوطني،والولائي،والمقاطعي،والبلدي،والاجتماعي القبلي،وذلك كما يلي :
1- كوني موريتانيا جعلني أمام حقيقة لا مناص منها وهي أن الحضور والمشاركة محكومان بتفاهمات غير مكتوبة تضاهي الدساتير العرفية في الأنظمة الديمقراطية.
2- كوني بركنيا وضعني أمام حقيقة وهي أن حضور أبناء الولاية مقسم بطبعه على مقاطعتها،وليست مقاطعتي مقاطعة ألاك من أفضلهم من حيث العدالة والشفافية والمساواة.
3-كوني من أبناء مقاطعة ألاك جعلني بصفة تلقائية أمام محاصصة دقيقة غير قابل للتغيير ولا للتبديل،وكأنها سرمدية أبدية أزلية،لا مجال فيها سياسيا ولا وظيفيا ولا في أي نوع من أنواع الاستفادة من موارد الدولة لمحيطي الاجتماعي.
4-كوني شكاريا حجاجيا وضعني تلقائيا أوتوماتيكيا في خانة المحكوم عليهم بالتهميش والحرمان،يستوي في ذلك المتعلم تعليما عصريا،والمتعلم تعليما تقليديا،كبيرا كان أو صغيرا ذكرا كان أو أنثى.
هذا كله في الوقت الذي يعين فيه من هم دون مؤهلا في مجلس الوزراء،ويقترحون في المجالس والسلط،والشركات الوطنية،وغير ذلك من أوجه التوظيف والتشغيل.
إنها لعنة الجغرافيا السياسية
محمد يحيى محمد الأمين الشرقي
2025/11/13
قبل أن أكون موظفا أو عونا للسلطة التنفيذية