حمود احمادي جقدان.. مسؤول سامٍ يضرب أروع الأمثلة في التعفف عن المال العام والتمسك بالقيم

في زمن تتعالى فيه الأصوات بضرورة تعزيز النزاهة والشفافية في التسيير العمومي، قدّم المسؤول السامي حمود احمادي جقدان نموذجًا مشرفًا في التعفف عن المال العام، مؤكدًا أن المسؤولية تكليف لا تشريف، وأمانة لا امتياز.

فبعد تعيينه مديرًا عامًا للمدرسة العليا للتعليم ENS، انتقل للإقامة في منزل المؤسسة كما تقتضي طبيعة المنصب، مؤجرًا منزله الخاص في مقاطعة تيارت. وحين انتهت مهمته، لم يتردد في العودة إلى منزله القديم بين جيرانه الذين استقبلوه بحرارة، غير أن استغراب أحدهم من عودته كان كافيًا لإبراز نُدرة هذا السلوك في المشهد الإداري.

المسؤول، الذي تخلى أيضًا عن سيارته الخاصة بعد أن استعمل سيارات المؤسسة خلال فترة عمله، وجد نفسه بلا وسيلة نقل عند انتهاء مهمته، ومع ذلك تقبّل الوضع بابتسامة ورضى، مؤكدًا أن "المسؤولية ليست امتيازًا شخصيًا، بل تكليف وأمانة تنتهي بانتهاء المهمة، وما يبقى للمرء في النهاية هو بيته وأهله وجيرانه".

إن مثل هؤلاء المسؤولين يمثلون القدوة التي ينبغي أن تُحتذى في الإدارة العمومية، فهم يترجمون فعلًا قيم النزاهة والتواضع وخدمة الوطن فوق كل اعتبار.