انتهى موسم ألاك الذي سُوِّق له كمهرجان ثقافي وتنموي، لكنه لم يترك أي عائد يُذكر، لا اقتصاديًا ولا ثقافيًا، ولا فكريًا. لم يرتق الموسم بالوعي، ولم يزوّد الساكنة بمعلومات تاريخية تؤطر للحمة وترفع الهمم. كل الخيم والسيارات جُلبت من خارج المقاطعة، وأُقصيت الموارد اللوجستية المحلية وجل المنظمين والمشاركين الذين كانوا يستفيدون عادة من هذه المواسم. وهكذا انشع غبار الموسم وأصبح صوته الصاخب ميسمًا حارقًا للساكنة، ضاعت معه فرص التنمية وإشعاع الثقافة.
وتكرر المشهد السياسي القديم: **استقدام غرباء للتغطية على فشل تحشيد الساكنة ورفضهم المشاركة**، فتحوّل ما يفترض أن يكون مناسبة للتلاقي إلى أداة لتكريس الشرخ والإقصاء. وعلى المستوى الثقافي، غابت محاضر ألاك ومبدعوها وحضر الدخلاء، ليظل الموسم مجرد واجهة صاخبة بلا مضمون.
وزاد الوضع سوءًا أن هذا الوزير، بحسب مصادر المقاطعة، **لم يُقم فيها أسبوعًا واحدًا متواصلًا طوال فترة توليه الوزارة**، ما يعكس عدم ارتباطه وجدانيًا بالمقاطعة، ويؤكد تطبيقه لمقولة: **"خذ خيرها ولا تجعلها وطنًا"**.
وبعد أن يُطوى الحدث، يعود المؤطرون بالغنائم، فيما يظل أبناء ألاك يواجهون واقعًا مريرًا.
إن ألاك بحاجة إلى مهرجان صادق ينطلق من مواردها وأبنائها، ويحتفي بمبدعيها بدل استيراد كل شيء من خارجها. أما مواسم الشرخ فلا تجلب سوى البهرجة وتكرس التبعية والتهميش.