الاحتلال يقتحم مكتب قناة الجزيرة برام الله ويجدد إغلاقه 60 يوما

اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر السبت، مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، ودهمت مجدداً مكتب قناة الجزيرة في المدينة، حيث علّقت على بابه قراراً عسكرياً يُجدد إغلاقه لمدة 60 يوماً إضافية، في خطوة تُعد استمراراً لسلسلة من الإجراءات التي تستهدف منع القناة من العمل داخل الأراضي الفلسطينية.

ووفقاً لمصادر صحافية ومحلية، فإن قوات الاحتلال لم تكتف بتجديد القرار، بل تعمّدت توثيق ذلك عبر وثيقة رسمية علقت على مدخل المكتب، في إشارة إلى استمرارية سياسة تكميم الإعلام وعرقلة التغطية الميدانية، لا سيما منذ سبتمبر/ أيلول الماضي، حين اقتحم الاحتلال المكتب للمرة الأولى وأغلقه بأمر عسكري، وصادر معداته ومزق صور الصحافية الشهيدة شيرين أبو عاقلة، مراسلة القناة في رام الله التي قُتلت برصاص جيش الاحتلال خلال تغطيتها اقتحام مدينة جنين في مايو/ أيار 2022.

وفي مايو/ أيار 2023، كانت الشرطة الإسرائيلية قد داهمت مقراً مؤقتاً تستخدمه القناة في أحد فنادق القدس، وصادرت معدات طاقمها، بعد أن أقرّت حكومة الاحتلال بالإجماع قرار رئيسها بنيامين نتنياهو ووزير الاتصالات شلومو كرعي بإغلاق "الجزيرة" ومنعها من العمل في الداخل الفلسطيني.

ويأتي تجديد قرار الإغلاق بعد نحو شهر من إعلان السلطة الفلسطينية إلغاء قرارها السابق بمنع قناة الجزيرة من العمل في الأراضي الفلسطينية، وهو المنع الذي استمر أربعة أشهر وشمل كذلك حجب مواقع إلكترونية تابعة للشبكة، استناداً إلى المادة 39 من قانون الجرائم الإلكترونية رقم (10) لسنة 2018، التي تُجيز حجب المواقع بحجة تهديد الأمن القومي أو النظام العام.

وكانت لجنة وزارية فلسطينية مشتركة تضم وزارات الثقافة، والداخلية، والاتصالات، قد قررت في الأول من يناير/ كانون الثاني الماضي وقف بث وتجميد كافة أعمال قناة الجزيرة في فلسطين مؤقتاً، ومنع طواقمها وصحافييها من العمل، إلى حين "تصويب وضعها القانوني". وأوضحت اللجنة حينها أن القرار جاء بعد ما اعتبرته القنوات الرسمية "مخالفة للقوانين والأنظمة"، واتّهاماً للقناة بـ"بث مواد تحريضية، وتقارير تتسم بالتضليل وإثارة الفتنة والتدخل في الشأن الداخلي الفلسطيني"، خصوصاً خلال التغطية المكثفة لأحداث مخيم جنين وما تبعها من صدامات دامية أسفرت عن استشهاد مدنيين ومقاومين وأفراد من الأجهزة الأمنية، وصولاً إلى الاقتحام الإسرائيلي الدموي في 21 يناير/ كانون الثاني، الذي خلف دماراً واسعاً في منازل المخيم وتهجيراً قسرياً لسكانه.