في عالم كرة القدم الوطنية المضطرب أحياناً، نادرة ما توجد شخصيات تحظى بالاحترام والإعجاب والثقة.
الدكتور با محمدو، الطبيب البيطري المشهور والرئيس الشرعي ل ASAC Concorde، مثال على هذه الندرة كأنه علم على رأسه نار .
مستقيم ونزيه وعاطفي، استطاع أن يوجد ديناميكية قائمة على الأخلاق والشفافية والصرامة في أحد أعرق الأندية في موريتانيا.
سيرة نموذجية، وأخلاق قيادية .
الدكتور با محمدو ليس مجرد مدير رياضي بل هو قبل كل شيء رجل علم و طبيب بيطري مشهور وطنياً، طالما تميز بالصرامة المهنية، ووعرف عنه استشعاره المسؤولية، والتزامه العميق بالقيم الأخلاقية. وهي الصفات التي كرسها خلال إدارته للكونكورد .
مر النادي تحت قيادته بفترة من الاستقرار و إعادة الهيكلة والتميز الواضح .
بصفته رجل مبادئ ، يضع الدكتور با دائماً المصلحة الجماعية فوق الحسابات الشخصية، مع اهتمام كبير لحقوق اللاعبين والحكم الرشيد واحترام الأنظمة.
إدارة نموذجية في خدمة الشباب والاستحقاق
تحت رئاسته، أصبح كونكورد ASAC مرة أخرى بروز عديد المواهب الشابة .
ووهو مايمكن الشباب المتدرب في النادي من الوصول إلى كرة القدم المحترفة وعبور الحدود لتمثيل موريتانيا بكرامة.
ليست صدفة: فالدكتور با كان دائما يرى كرة القدم ناقل للتكوين البشري والصعود الاجتماعي، وليست مجرد ميدان للمنافسة.
تتميز قيادته بالاستماع النشط، والالتزام بالنصوص التنظيمية، والاستعداد للبناء على المدى الطويل.
كان أحد الرؤساء القلائل الذين أعطوا الأولوية للشفافية الميزانية وتسليط الضوء على الموارد المحلية.
الانفصال الظالم ومعركة الشرعية
على الرغم من إنجازاته وشرعيته التي لا جدال فيها، تم إقالة الدكتور با بعد جمعية عمومية مليئة بالمخالفات، وهي مناورة شجبها العديد من اللاعبين الرياضيين .
وبرغم الظلم البين فقد بقي الدكتور با محمدو على تصميمه و التزامه لناديه وظل وفياً لمبادئه، وهو الذي لا زال إلى يومنا هذا مواصلا الكفاح القانوني والأخلاقي لاستعادة الحقيقة وشرف ASAC Concorde.
يدرك الجميع في الأوساط الكروية اليوم أن إبعاد الدكتور با محمدو عن نادي الوئام اادخله في حالة تذبذب وتراجع أدت إلى هبوطه للقسم الثاني وحرم من رؤية مدير مستنير وصاحب بصيرة .
هذا الهبوط يوضح بشكل مأساوي تكلفة التخلي عن القيادة البناءة القائمة على الأخلاق والكفاءة.
رجل استثنائي في خدمة كرة القدم والقيم المجتمعية .
على الرغم من كل ما تعرض له فإن مما ةلا شك فيه فإن الدكتور با محمدو يبقى رقم صعبا وعلامة مميزة في المشهد الكروي الموريتاني وهو إلى ذالك صاحب التزام متجاوزة لميادين كرة القدم : فهو يجسد فكرة معينة عن الخدمة العامة والتفاني والنزاهة والوطنية .
ومعركته من أجل ASAC كونكورد هي أيضًا معركة من أجل كرة قدم أكثر إنصافا وأكثر احترافية وأكثر إنسانية.
في الوقت الذي تبحث فيه الرياضة الموريتانية وكرة القدم عن مرجعيات جديدة تعيدها إلى جادة الصواب، يبقى النموذج الذي يجسده الدكتور با مصدر إلهام فهو رجل واجبات و صاحب صرامة و ذة قلب خدوم - يخدم الأندية والشباب وذا فكر مثالي .
الصحفي الرياضي والإستقصائي :
محمد فيلي الملقب عنتر .