يا معشر الشباب.. من استطاع منكم الإعانة فليتقدم.
خلق الله الناس يخدم بعضهم بعضًا، ويُكْمِل بعضهم بعضًا، ويحمل بعضهم بعضًا.
لذلك خلق الله الناس مختلفين، تتفاوت مواهبهم، وقدراتهم، ومهاراتهم، وميولهم، ولو كانوا في هذه الأمور سواءً لفسدت الأرض، ولتشوَّه وجهُ الحياة، ولاختلَّتْ موازينُها.
يا معشر الشباب خذوا عنا أعباء التكنولوجيا، واحملوا عنا أثقالها، فإنكم خُلِقْتُمْ لزمان غيرِ زماننا، كما أن أولادكم سيُخلَقون لزمان غيرِ زمانكم.
إننا نكتب بالعربية، فخذوا كتاباتنا وترجموها إلى اللغات الأجنبية، إننا نتناول بعض الموضوعات عبر الفيديوهات، فخذوها فهندسوا الصوت والصورة، واضبطوا وقتها، ثم انشروها.
علينا المادة الخام، وعليكم الصناعة التحويلية.
لنكن جميعًا مُنْتِجين، ولكن كلٌّ ينتج ما يناسبه .. لا تتركونا وحدنا، شاركونا السعي والإنتاج، خذوا إنتاجنا، وجمِّلوه بالمونتاج، وحسِّنوه بالإخراج .. سنضع الفواصل والنقاط، وعلامات التعجب والاستفهام، وكلَّ علامات الترقيم .. واختاروا أنتم نوع الخط، وحجم الحرف .. خذوا منا ولوِّنوا وزيِّنوا .. انْحَتوا وانقُشوا وأبدِعوا.
خذوا منا طرف الخيط، وأكملوا الغزل والنسج.
لا تجعلوا الثورة الرقمية مَلْهاة، بل اجعلوها دعوةً للخير وطاعة لله.
سنظل بحاجتِكُمْ، نرجو دعمَكم، وننتظر إسنادَكم، ونلتمس نورَكم، فأفيضوا علينا من مواهبكم، ومما رزقكم الله، ولا تقبضوا عنا أيديكم، أو تغمضوا أعينكم، أو تسُدُّوا آذانكم .. افتحوا قلوبكم وأعينكم واسمعوا، وابسطوا أيديكم بألوان العطاء، وابذلوا بسخاء، واجعلوها صدقة جارية، وعلمًا يُنتفَعُ به، لا ينقطع ثوابُهُما بعد الممات بإذن الله.
يا معشر الشباب، نحن بانتظاركم فَهَل أنتم مُقْبِلون؟.
وصدق الله: { ۞.... فَلَوۡلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرۡقَةࣲ مِّنۡهُمۡ طَاۤئفَةࣱ لِّیَتَفَقَّهُوا۟ فِی ٱلدِّینِ وَلِیُنذِرُوا۟ قَوۡمَهُمۡ إِذَا رَجَعُوۤا۟ إِلَیۡهِمۡ لَعَلَّهُمۡ یَحۡذَرُونَ }
"سُورَةُ التَّوۡبَةِ: ١٢٢"