موريتانيا والكويت.. تاريخ طويل من الود والتكامل والإكرام

بوفاة الأمير نواف الأحمد الجابر الصباح تفقد دولة الكويت رجلا من خيرة أبنائها وأمرائها، كان من آخر أعماله وأعمال بلده التضامن الواسع والنبيل مع الشعب الفلسطيني في موقف سيذكره التاريخ للراحل ويرفع به قدره في صحائف الأيام.

ودون شك فإن مصاب الكويتيين في الأمير الراحل هو أيضا مصاب موريتانيا، التي بادرت بالحداد وتنكيس الأعلام ترحما وتأبينا على الرجل الذي يمثل مرحلة فاصلة في العلاقات الوطيدة والإيجابية بين موريتانيا ودولة الكويت.

للكويت حكومة وشعبا وهيئات أطواق من الجميل على العنق الموريتانية، فقد كان هذا البلد العربي الأصيل داعما أساسيا لبلادنا في مختلف فتراتها، بل وفي أحلك وأصعب مراحل سيرها نحو التنمية.

وقد قابلت الكويت دائما موريتانيا بكثير من التقدير والاحترام، ويمكننا أن نتحدث بهدوء عن التعامل الكريم السابق  مع معضلة الديون الكويتية، حيث أمر بمحو الفوائد المترتبة عليها، وتحويل أصولها إلى استثمارات كويتية خالصة في موريتانيا.

ربما لا يعرف كثير من الموريتانيين أن الكويت مساهم أساسي وضامن مركزي لشركة سنيم شريان الاقتصاد الموريتتاني، وأن الدعم الكويتي كان سببا أساسيا في إنهاء السيطرة الفرنسية والسير نحو الاستقلال الاقتصادي لبلادنا.

تتدخل الكويت في أكثر من قطاع في موريتانيا، في الصحة والتعليم العالي والزراعة والمعادن، كما أنها تستضيف جالية موريتانية مهمة من النخب المؤثرة التي تحظى بتقدير ورعاية واحتفاء من الشعب الكويتي المضياف.

كما أن الكويت داعم أساسي للعمل الخيري في موريتانيا منذ انطلاقه إلى اليوم، ولها أياد بيضاء في مختلف مناطق البلاد، تشييدا للمساجد ورعاية للمحاظر وبناء للمستوصفات والنقاط الصحية، وحفرا للآبار وكفالة للأيتام.

كما أن المواقف العالمية للكويت مشرفة وخصوصا فيما يتعلق بقضية فلسطين قضية المسلمين الكبرى، ومن أجل ذلك، نجدنا اليوم نتقاسم مع الكويت شعبا وحكومة حزن هذا المصاب سائلين الله تعالى أن يتغمد الأمير الراحل برحمته وغفرانه وأن يوسع له في جنته وأن يخلفه في بلده وأمته بخير.

نقلاةعن" الفكر"