المربي الشيباني محمد الفغ
بين ربوع ووهاد مدينة اغشوركيت الوادعة تضرب محظرة الباه الشيباني اطنابها وتلقى بظلالها وتفتح أذرعهاا لكل آت ...بغض النظر عن اصله وفرعه وبغض النظر كذلك عن هدفه الدراسي أكان يريد دراسة النحو والصرف أم دراسة اللغة والادب أم يريد دراسة القرءان الكريم وعلومه ام يريد التربية والسلوك كل ذلك وأكثر سوف يجده حينما يحط الرحال فى منزل ومحظر الباه الشيباني العامر بالعلم والتربية والاخلاق ، كان الباه ولازال رمزًا للعلم واللغة، والادب والعبادة والاخلاق حيث امتزجت فى شخصيته صفات العابد الزاهد، والمعلم الواعي والمربي الحاني.
في تلك الحضرة الطيبة كانت محظرته مدرسة شامخة ومنبعًا للعلم والتربية والأخلاق، يلتقي فيها الطلاب من مختلف الأعمار والشرائح، لينهلون من علمه الغزير وفضائله الجمة
أتذكر في نهاية القرن الماضي، عندما كنتُ من بين خمسة طلاب، نتعلم على يديه القرآن الكريم وعلومه. وكان منتهى أملنا أن نحفظ نص القرءان وبعضا من علومه لكن الباه كان يريد أن يزرع في قلوبنا معاني أعمق من ذلك، فكانت كلماته وأفعاله تتعكي دروسًا في رفع الهمة والتضلع من العلوم كان ينصح ويوجه ويرشد لكن لاحياة لمن ينادي مع الأسف
في إحد الأيام، كنا نتحلق لنتقاسم مايعرف "بشاة الاسم " حين بادرنا بسآل عن إعراب مطلع قصيدة ول محمدي
زارت علي على شحط النوى سحـرا * * فاعتاض جفنك من عذب الكرى سهرا
زارت فبـات نظـام الهـم مجتمعـا * * شوقـا وبـات نظـام الدمـع منتثـرا
فالقلب يغلـي وجفـن العيـن يسعـده * * بمدمـع كلـمـا كفكفـتـه انـحـدرا
يـا رُب مجتمعـات لا منـار لـهـا * * من خاضها ركب الأهـوال والغـررا
خاضت إلـي ودونـي مـن هوائلهـا * * ما يستتيه عن القصـد القطـا الكُـدرا
ولما عجزنا عن الإجابة، انتفض وغضب، ثم قرر أن نبدأ على الفور دراسة اللغة والنحو والخط العربي.... وهكذا، بدأنا نتعلم يوميًا عدة كتب ، بدءً من "عبيد ربه" وصولًا إلى "الألفية" لابن مالك والمعلقات وابن دريد، وكان لكل كتاب من هذه الكتب قصة وتداعيات يذهب فيها مذاهب علمية شتى ...هذا بجانب حصتنا من علوم القرآن والضبط والرسم والتجويد، و الخط العربي الذي كان له نصيب كبير من الاهتمام. لان حروف الباه وخطه من أجمل الحروف
لم تكن تلك الفترة الزمنية طويلة،لكنها كانت عريضة حيث استطاعت ان نقلتنا من دائرة الجهل إلى دائرة الوعي، نقلتنا من دائرة الجهل المركب حيث لا ندري ولاندري أننا لا ندري لدائرة الوعي حيث اصبحنا ندري أننا لاندري
وللأسف بعدنا عن تلك المحظرة، وجاءت قبلنا وبعدنا أجيال أخرى تتابع السير والمسير وظلت محظرة الباه مصدرًا للعلم والخلق الرفيع، لا تزال كلمات الباه الصادقة تتردد في أذني: "إيلين تعطون الأيد ما إنكم ليه تتندم والدور تنفتح أمامكم كل الأبواب". لكن، كان يصدق فينا للأسف المثل الشعبي ايصهرك هم ال ايصهر اعنادك
ومرت السنون وبقيت تلك الذكريات محفورة وتلك الحسرة على مافات حاضرة وظل الباه ومحظرته كما كانت موردا للعلم وموئلا للأخلاق والتربية فليت شباب القرية يدكرون مافاتنا ويستغلون من فرصتها ماضاع منا فلايحجبهم قرب محظرة الباه عن الاستفادة منها فالقرب حجاب كما يقول المتصوفة
وسوف اهدي الجميع فى هذه الليلة المباركة مديحية من مدائحه الباه الصادقة لنبينا محمد صلى اله عليه وسلم مكتوبة بخطه الجميل كأخلاقه
اونسأل الله أن يحفظه ويمد فى عمره ويلهم الشباب للنهل من علمه وسمته ودله
انه ولي ذلك والقادر عليه
محمد محمود احمد بابو