محمد محمود ببان
ليس من المبالغة ولا من الفضول القول إن المتابع لحركة الفعل السياسي في مقاطعة ألاك في ظل الفترة الآنية يجد عناء في رصد ملامح هذا الفعل وتتبع مساراته؛ جراء تعدد الفاعلين وتقارب منطلقاتهم السياسية حد التداخل في بعض الأحيان مما يجعل رسم الحدود الفاصلة بين مختلف هذه الفعاليات من الصعوبة بمكان.
أو بفعل تباين تصوراتهم أيضا في فترات أخرى لحد التنافر والتدابر؛ مما خلق في بعض الأحيان حالة من الشتات والعدَمية؛ ولكي لا نسبح بعيدا عن موضوعنا الأساس نود القول إن زيارة العمل والاطلاع التي أداها فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني لمقاطعة ألاك.( وهي الزيارة الأولى له منذ توليه مقاليد السلطة)
كشفت عن متغيرات سياسية جديدة؛ بان لنا أنها جديرة بالاهتمام؛ حَرِيَةٌ بالملاحظة؛ فقد عكست الاستقبالات المنظمة من طرف الفاعلين السياسين في المقاطعة تلك المتغيرات بوضوح.
ولعل في مقدمة هذه الملاحظات الحضور الملفت لجماعة العهد التي يبدو أنها اختارت لزعامتها الوزير الشاب محمد يحيى ولد السعيد، فقد ظهر بما لا يخفى على المراقب أن هذا المولود السياسي الجديد استطاع في وقت وجيز؛ اجتراح موقع له في الخريطة السياسية المقاطعية.
ويعزو مراقبون المسألة لِسابقة ابتعاد ولد السعيد عن الاصطفاف السياسي المحلي؛ مما جعل فرصة تعامل الجميع معه قائمة؛ و يراهن بعض المتابعين على هذه النقطة التي يراها عامل قوة تجعل الطريق سالكا أمام ولد السعيد الحاضر بقوة خلال هذه الزيارة.
وجدير بالملاحظة أن تعيين ولد السعيد حمل رسالة ودية إلى الشباب داخل المقاطعة التي على الرغم من دوام تمثيلها داخل حكومات عديدة إلا أن نكهة إشراك الشباب يمكن القول إنها لم تكن حاضرة بنفس القوة التي حضرت بها الآن؛ ولعل إلقاء نظرة على الجمهور الملتف حول الوزير الجديد يكفي للارتياح لهذه الخلاصة.
لحد الساعة يبدو مستقبل ولد أوداع سياسيا جد ملتبس؛ وحالة الالتباس هذه يشاركه فيها الوزير السابق محمد ولد اسويدات الذي بدأ بريقه السياسي في الخفوت منذ خروجه من الحكومة بعد حضور فعال وفاعلية سياسية شديدة؛ غير أن تلك الفعالية راحت ضحية مغاضبة الراجل لخيارات حزبه ما جعله يدفع الثمن باهظا.
وفي ختام هذه الملاحظات الأولية نشير إلى أن دعم برنامج رئيس الجمهورية هو العامل المشترك بين كل هذه الفعاليات؛ كما تشترك في العمل على دعوة الرئيس إلى الترشح لمأمورية ثانية مواصلة للبناء؛ودعما لمسيرة الإنجاز والمصداقية.