الحرب الإقليمية بدأت بالفعل، وهذه المرة تسبب الهجوم الإيراني في أضرار. من المعلومات المتاحة لي، لا يوجد ضرر كبير، لكن يجب الاعتراف بأن الصواريخ الإيرانية سقطت على قواعد سلاح الجو الإسرائيلي، وكل صاروخ يحمل رأسًا حربيًا يزن ما بين 500-1200 كغم. هذا أمر متوقع، فالدفاعات ليست محكمة تمامًا، وعند إطلاق 200 صاروخ باليستي، سيخترق بعضها. يمكننا فقط أن نتخيل ماذا كان سيحدث لولا الأنظمة الدفاعية التي تثبت فعاليتها مرة تلو الأخرى.
لكن هذا الهجوم يستدعي ردًا. لا يمكننا الاكتفاء بالإشارة إلى الأهداف الحساسة في إيران مرة أخرى. لسنوات، كانت الدول تستعد لهذه الحرب: إيران تطور أنظمة الصواريخ، وإسرائيل تطور أنظمة الدفاع والقوات الجوية. وقد حان هذا الوقت. كل طرف أظهر أوراقه. على إيران أن تتحمل هجومًا شديدًا ومدمرًا بكل القوة والوسائل المتاحة لدينا، تمامًا كما هاجمتنا. إذا احتفظنا بالأوراق في صدورنا مرة أخرى، فسيُنظر إلينا ككلب ينبح ولا يعض، مما سيشجع المزيد من الهجمات من إيران وأذرعها.
هناك اعتبارات يجب أخذها في الحسبان، منها عدد الصواريخ الاعتراضية المتاحة مقارنة بعدد صواريخ العدو. تشير تقديرات المصادر الغربية إلى أن لدى إيران حوالي 3000 صاروخ باليستي من أنواع ومديات مختلفة، ولكن فقط بعضها يصل إلى إسرائيل، مثل شهاب 3، خيبر، فتاح 2، خورمشهر، وسجيل. ومن المرجح أن مئات قليلة فقط من هذه الصواريخ فعالة ضد إسرائيل.
يجب أيضًا إضافة صواريخ كروز وآلاف الطائرات بدون طيار، رغم أنها تستغرق وقتًا أطول للوصول، مما يسمح بفرصة أكبر للتجهيز ومحاولات الاعتراض. لذلك، فضلت إيران استخدام وابل كبير ومركّز من الصواريخ الباليستية في الهجوم الأخير لتحقيق أكبر قدر من الضرر.
من ناحية أخرى، تمتلك إسرائيل واحدة من أقوى القوات الجوية في العالم، وأسرابًا طورت على مدى سنوات لضرب أي نقطة في إيران. وفقًا لتقارير أجنبية، تمتلك إسرائيل أيضًا صواريخ باليستية خاصة بها (التي من غير المتوقع استخدامها)، وغواصات تحمل صواريخ كروز، وشبكة من العملاء، وقدرة على إنزال قوات لاحتلال أهداف استراتيجية. ما ينقصنا هو قاذفات بعيدة المدى يمكنها حمل قنابل ثقيلة لمسافات طويلة دون الحاجة للتزود بالوقود.
قدرة إيران على الدفاع ضد مثل هذه الهجمات محدودة. لديها صواريخ مضادة للطائرات من أنواع مختلفة، بما في ذلك عدد محدود من صواريخ S-300 و S-400، ولكن هذه الأنظمة مركزة حول المواقع النووية ولا تغطي البلاد بأكملها. في حين أن حجم إسرائيل الصغير يسهل الدفاع عنها، يكون العكس صحيحًا في حالة إيران، التي تتعرض لاختراقات من اتجاهات متعددة، ولا تستطيع الدفاع بشكل فعال عن جميع مواقعها، كما تفتقر إلى أنظمة دفاع متقدمة كتلك التي تمتلكها إسرائيل. قواتها الجوية قديمة وغير فعالة.
*فيما يلي الخيارات المتاحة أمام إسرائيل، بافتراض أنها ستهاجم بمفردها:*
* 1. الهجوم على المنشآت النووية:*
يمكن لإسرائيل أن تهاجم المنشآت النووية الإيرانية وتعيد برنامج إيران النووي عقودًا إلى الوراء. لكن هذا الهجوم يعد من أخطر السيناريوهات، حيث إن معظم الدفاعات الجوية الإيرانية مركزة حول هذه المواقع. بعض المنشآت محصنة بشكل كبير نظرًا لوجودها في عمق الأرض، وحسب التقارير الأجنبية، قد تضطر إسرائيل إلى إنزال قوات لتدميرها مؤقتًا، كما ورد أنه حدث في سوريا مؤخرًا. ومن المتوقع أن تجد إسرائيل صعوبة في تنفيذ هذا الهجوم دون دعم أمريكي.
* 2. الهجوم على قواعد الصواريخ والمنشآت العسكرية الاستراتيجية الأخرى:*
من المتوقع أن تتبادل إسرائيل وإيران الضربات، ومن المنطقي أن تختار إسرائيل استهداف القواعد الصاروخية التي أُطلقت منها الصواريخ. هذا سيقلل من عدد الصواريخ التي سيتم إطلاقها في الرد، ولكنه لن يمنعها تمامًا. إيران تمتلك منصات إطلاق محصنة في الجبال، وأخرى متحركة يصعب تحديد مواقعها، مما يجعل من الصعب استهدافها جميعًا بشكل فعال.
* 3. الهجوم على رموز الحكم:*
قد يؤدي استهداف رموز الحكم مثل القصر الرئاسي والبرلمان والمنشآت التابعة للحرس الثوري إلى إذلال النظام وإحراجه أمام شعبه والعالم. هذا قد يشجع على انتفاضات داخلية، كما حدث في لبنان عندما تعرض النظام للضعف.
* 4. ضرب الاقتصاد الإيراني:*
يعتمد الاقتصاد الإيراني بشكل كبير على صادرات النفط، وهذه تعد نقطة ضعف كبيرة للنظام. يمكن لإسرائيل استهداف صناعة النفط الإيرانية وتدمير المصافي، مخازن النفط، المضخات، والموانئ. مثل هذه الضربات المتكررة قد تشل الاقتصاد الإيراني وتجعل من الصعب عليه تمويل وكلائه ونشاطاته الإرهابية. إيران تدرك هذا التهديد، ولهذا السبب أصدرت تهديدات بأنها ستهاجم حقول النفط في دول الجوار، مما قد يتسبب في أزمة طاقة عالمية.
*ما الخيار الذي ستختاره إسرائيل؟*