لم تسقط القيم الإنسانية الكونية ولن تسقط؛ لأنها ببساطة كونية وإنسانية ولا تسقط إلا بسقوط الإنسان، أي بنهايته.
ما سقط فعلا هو الغرب الرسمي الذي طالما ادعى احتكار تمثيلية الإنسان وقيم الحداثة.
ليس لهذا الغرب أن يسرق منا إنسانيتنا وكونيتنا وعقلانيتنا. وإن اخترنا نحن التخلي عنها، فتلك أم الهزائم.
لا غرب، لا شرق...لا جنوب ولا شمال، لا أحد يحتكر تمثيل حقوق الإنسان، وحده الضمير الإنساني يمثلها ويضمنها أخلاقيا، هذا الضمير حي في كل شخص لم يرض بغير مواطنته، وبغير إنسانيته...
تمثيل الغرب الرسمي للحقوق وللإنسان، كذبة اخترعوها ونحن ننتشي بها، لأنها تعفينا عناء الالتزام بحقوقنا وبإنسانيتنا الواسعة.
لن نكون فاعلين ولن ينظر إلينا الآخر نظرة الند طالما نواجهه بثقافة ما قبل المواطنة....