في بلد سان سيمون وأوجست كونت وإميل دوركايم ، حيث ارتبطت السوسيولوجيا بالشأن العام، ومنذ التأسيس، يندلع نقاش حاد حول دور السوسيولوجي ووظيفته في المجتمع، هل يجب أن يبقى محايدا صامتا كما هو الأمر في العلوم المسماة حقة أم عليه أن يدلي بدلوه في الأحداث والوقائع التي تشغل بال الرأي العام.
اندلع النقاش إثر نشر السوسيولوجي والديمغرافي إمانويل طود كتابه: "من هو شارلي؟ سوسيولوجيا أزمة دينية"، شهر ماي سنة 2015 محاولا تحليل طبيعة المتظاهرين يومي 11 و12 يناير من نفس السنة إثر الاعتداء على الجريدة الساخرة شارلي إيبدو، موضحا الطبيعة المحافظة للفئات المتظاهرة، والتي تنطلق من العقيدة الأوروبية الخائفة من الإسلام، نهاية المسيحية واستبدال الله الواحد بأوروبا الواحدة.
أثار الكتاب نقاشا علميا وصحافيا كبيرا انتهى بموقف الوزير الأول إمانويل فالس الذي ندد بالسوسيولوجيا لأنها في رأيه تبرر العنف.
بعد ذلك ينشر السوسيولوجي بيرنار لاهير كتابه الشهير من "أجل السوسيولوجيا"2016 يدافع فيه عن هذا العلم الذي ليست مهمته تبرير الجنوح والجريمة والإرهاب، أو حتى الفشل المدرسي، بقدر ما هي فهم الحتميات الاجتماعية، وأشكال الهيمنة من أجل القطع مع فلسفة المسؤولية، والتي ليست في رأيه سوى الوقوف إلى جانب الفئات الفائزة في الصراع الاجتماعي باسم الجدارة والمؤهلات الفردية.
2017 يصدر جيرار برونير وإتيان كيهان كتابهما: "الخطر السوسيولوجي"، موضحين فيه أن السوسيولوجيا ليست رياضة حربية كما كان يحلو لبيير بورديو أن ينعتها، ومن ثمة على السوسيولوجيا حسب المؤلفين أن تبقى علما بعيدا عن السبات الأيديولوجي الذي يسجن فيه بعض السوسيولوجيين أنفسهم.