تُعتبر القبيلة عند الارتقائيين هي مرحلة من مراحل تطور المجتمعات البشرية، فحسب لويس هنري مورغان: "النظام القبلي يعود إلى طور خاص من التطور هو طور البربرية التي تقع بين الوحشية وبين الدولة التي يعتبر ظهورها معاصرا لطور الحضارة."
في حين يشير مفهوم القبيلة عند البنيويين إلى نمط من أنماط التنظيم الاجتماعي مثل: العصابة والدولة..
وقد تساءل الأنتروبولوجي الفرنسي: موريس غودلييه: هل يمكن إرجاع العلاقات التي تؤسس سيادة جماعة وطريقتها في الحكم إلى اشتغال أواصر القرابة فقط بين أعضاء قبيلة ما؟
حاول غودلييه التأسيس لرؤية حديثة وشاملة للكيان القَبَلِي وعلاقتها التاريخية بالدولة، حيث يرى أن القبيلة إما أن تساهم في تشكيل الدولة بشكل مباشر، فالخط الأول هو ظهور قوة قبلية مركزية تتحول مع الزمن إلى شكل من أشكال الدولة يمر بمرحلة تطورية، والخط الثاني هو التحالفات التي تساهم في وجود عدة قبائل داخل نطاق جغرافي واقتصادي واسع يُسهم هذا الأمر في تحول هذا التحالف إلى دولة،
رغم أن الدولة عند الكاتب ليست العلاقة العرقية أو علاقة القرابة فقط، بل لها أبعاد الجغرافيا والسيادة والمصالح الاقتصادية وكذلك العلاقات الاجتماعية...
فالقبائل تشكّل مجتمعات صغيرة هي جماعات في الأصل تؤدي في النهاية إلى تشكل المجتمعات الكبرى والتي تتغير وتتحول إلى حالة طبقية من الوظائف الاجتماعية والدينية والسياسية والعسكرية.
ولعل القاسم المشترك في الطرح الأنتروبولوجي للقبيلة هو تلازمية "الوحدة اللغوية والوحدة الثقافية والوحدة القبلية"
إلا أن بعض الأطروحات (الوظائفية البريطانية ) قد بينت التضاد بين القبيلة والدولة واستدلوا على ذلك بالفرق بين تقسيم العمل في المجتمعات الصناعية وتقسيمه في المجتمعات ضعيفة التمايز، حيث يكون في الأولى عضويا وأكثر تطورا، مثل: تعدد المهن والاختصاصات، ويكون في المجتمعات الثانية انشطارا للبطون والقبائل .
لكن الغريب في الدولة الموريتانية : هو التوظيف السياسي للبنى التقليدية وخاصة القبيلة بوصفها مكونا عميقا في الثقافة الاجتماعية الإفريقية/الموريتانية جعلت الأفراد والجماعات في عدة مواقع يتقبلون تأثيرها ويتبنون مفاهيمها وقيمها، وبالأخص حينما تكون البدائل في المؤسسات المدنية ضعيفة الفعل والتأثير لتتحكم القبيلة كمتغير وتُزيح الدولة كثابت!!.