لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في تونس؟

وكالة الوسط الموريتاني للأنباء_اتفق الرئيس التونسي قيس سعيّد ونظيره الجزائري عبد المجيد تبون ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد يونس المنفي خلال اللقاء التشاوري الذي جمع بينهم الإثنين بالعاصمة التونسية على ضرورة تنسيق الجهود لمحاربة الهجرة غير الشرعية والمخاطر الأمنية التي تحدق بمنطقة الساحل. وجرى اللقاء في ظل غياب المغرب وموريتانيا. فما هي تداعيات هذا الاجتماع وكيف تنظر إليه جميع الجهات بما في ذلك الطرف المغربي وهل لهذا التكتل الثلاثي مستقبل واعد؟ هل سيحل مكان اتحاد المغرب العربي أم هو عبارة عن مبادرة عابرة؟

Image removed.صورة نشرتها الخدمة الصحفية للرئاسة التونسية تظهر الرئيس قيس سعيّد (وسط) يستضيف قمة مغاربية مصغرة إلى جانب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون (يسار) ورئيس المجلس الرئاسي الليبي في طرابلس محمد المنفي في تونس في 22 نيسان/ أبريل 2024. 

 

"الجزائر تقود جهودا حثيثة لتفعيل العمل المشترك في إطار المغرب العربي". هكذا عنونت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية المقال الذي خصصته للزيارة التي قام بها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الإثنين إلى تونس، التقى خلالها مع الرئيس قيس سعيّد ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد يونس المنفي.

وكان وزير الشؤون الخارجية الجزائري أحمد عطاف قد أعلن في تصريح صحفي في 26 مارس /آذار الماضي أن "الرئيس تبون كان يبحث عن صيغة جديدة لوضع آلية حوار بين دول منطقة شمال أفريقيا لملء الفراغ الذي سببه الخمول الذي يميز اتحاد المغرب العربي".

وأوضح عطاف أن "اتحاد المغرب العربي في حالة غيبوبة. لكن ملء الفراغ لا يعني بالضرورة بناء إطار سياسي جديد. اتحاد المغرب العربي لا زال قائما لكنه في حالة غيبوبة"، وأضاف: "لم يتم تعليق جميع مؤسساته، لكن الاتفاقيات رغم أنها لا زالت موجودة، لم تعد سارية المفعول بسبب الظروف".

 

 

فما هي هذه الآلية الجديدة التي يسعى لوضعها القادة الثلاثة؟ وهل يتعلق الأمر بخلق فضاء سياسي واقتصادي جديد يحل مكان اتحاد المغرب العربي الذي أسسته الدول المغاربية الخمس في شهر فبراير/شباط 1989. فيما يُطرح السؤال أيضا عن غياب الرباط ونواكشوط عن هذه القمة؟

"المغرب أراد أن يتفادى الجلوس رفقة الجزائر في قاعة واحدة"

بالنسبة للصحافي الجزائري علي بوخلاف، المتتبع للشؤون المغاربية، فإن المبادرة في حد ذاتها شيء "إيجابي باعتبارها قادرة على إحياء مشروع بناء فضاء اقتصادي وسياسي مغاربي متكامل الأطراف بين جميع دول منطقة شمال أفريقيا والذي لطالما عانى من الجمود السياسي".

اللقاء التشاوري الذي انعقد في تونس لكنه لم يشارك فيه لعدم إزعاج الرباط.

أما فيما يتعلق بموريتانيا، فهي "لا تريد أن تجد نفسها وسط صراع بين الجزائر والمغرب، بل تريد الحفاظ على علاقات طبية مع الطرفين". والدليل، وفق بوخلاف، أن رئيسها أعطى موافقته المبدئية بشأن اللقاء التشاوري الذي انعقد في تونس لكنه لم يشارك فيه لعدم إزعاج الرباط.

وبشأن توقيت هذه القمة المصغرة، قال المدير السابق للمعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية طارق الكحلاوي إنها جاءت في وقت "تعاني بعض دول منطقة المغرب من عزلة متزايدة خاصة بعد قرار تطبيع المغرب لعلاقاته مع إسرائيل بشكل منفرد، ما أدى إلى تعقد الوضع".