لا أعتقد أنّ الصهيوني سيقبل بعدم الرد على الهجوم الإيراني.
الكيان تحوّل منذ السابع من أكتوبر العظيم الى كيس ملاكمة يأتيه القصف من كل مكان بعد أن كان ممنوعا من اللمس والكل يخشاه ويخشى سطوته وغطرسته.
صحيح أن صورته تلك تعرّضت للترميم بعد هزيمة ٢٠٠٦ المدوية في مواجهته مع الحزب ولكنّها أصبحت غير قابلة لذلك بعد السابع من أكتوبر رغم الإنكار والهروب للأمام وتسخين الأكتاف بالترسانة الأمريكية مباشرة عتادا وعدة.
الإيراني وبعد تلقيه ضربة موجعة في دمشق قرّر الرد مباشرة لأنّ الظروف في تقديره أصبحت مناسبة جدًّا للمواجهة المباشرة .
الرد الإيراني كان معلنا مسبقًا ولأنّ قدرة الموالين له في المنطقة أثبتت جدواها ميدانيا بتدريبه وتسليحه لهم فقد كان الإستعداد الصهيوأمريكي /الغربي الأعرابي في مستوى كبير خصومهم/الإيراني.
بقطع النظر عن الأضرار التي ألحقها الهجوم الإيراني فإنّ القيام به رغم التحذير والتهديد نصر في حدّ ذاته ضد الأمريكي والصهيوني وجواريهم العرب في المنطقة .
وحتى لو لم يدمّر أي هدف صهيوني فإنّ تكلفة رد هجومه بلغت ١،٣٥ مليار دولار وتعطيل كل مطارات المنطقة وشل حركتها وهذا وحده انتصار عظيم وهو الذي لم يكلفه هجومه المركب إلا زهاء الـ٥٠مليون دولارا فقط(عُشر أجر كريستيانو رونالدو في بلاد التوحيد والسنة والعقيدة الصحيحة😡).
الهجوم الإيراني عبارة عن مسمار ضخم في جسم الصهيوني والأخير وبعد سقوط جميع سردياته من كونه لا يقهر ويردع الجميع لا مناص أمامه من الردّ على الإيراني ولو بأيدي أمريكية بريطانية ليحفظ ما تبقى له من فتات هيبته.
تصاعد المواجهة بين الإيراني والصهيوني أفضل طريق للتخفيف على غزّة وأقصر طريق لإيقاف الحرب عليها على عكس ما يعتقده البعض.
الصهيوني قد يعتبر الهجوم الإيراني فرصة للخروج من مستنقع قطاع غزّة وهذا جيّد ،المهم أن يخرج للتخفيف على أهلنا هناك .
منذ الأسابيع الأولى للحرب أدرك الجميع أن الحل الوحيد هو توسيع الحرب لمنع الاستفراد بغزّة وعندما بدأت تتوسّع تصارخ حلف النفاق:هذا يضرّ بغزّة وبقضيتها!!!!!
البعض يقول أنّ الإيراني لا يدافع عن غزّة بل عن نفسه؟؟؟ وما العيب في ذلك ؟؟ ثمّ هل كان تعرّضه للاستهداف الصهيوأمريكي في سوريا وغيرها بسبب بيعه للسجاد الإيراني ؟؟؟ألم يكن ذلك بسبب دعمه للمقاومة في غزّة ولبنان واليمن والعراق وسوريا؟؟؟؟
جنرالات الشيعة استشهدوا في ميدان القدس وجنرالاتنا يموتون بالتخمة أو في المنافي بعد تهريبهم لثروات شعوبهم...
ما لكم كيف تحكمون؟
أخيرا أؤكد أن الصهيوني مضطر للرد فليس أمامه ما يخسره بعد أن أصبح في العراء الاستراتيجي.
والحرب على غزّة ستخفّ تدريجيا بعد انتقالها لجبهة أخرى أشد بأسا وأشد تنكيلا بالصهيوني المتوحّش.
"والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون"
عبد الكريم بن عبد الله